اسرار الادارة اليابانية
منهجية التفوق الإداري و بناء ثقافة الإنجاز د. غالب العساف
الجمعة، 18 يناير 2019
الاثنين، 14 يناير 2019
قبل أن تذهب بعيدا تأكد من قاعدتك
لا تستعجل ببناء استراتيجية وخطة
عمل ، ابنِ اولاً فريق عمل معك يدعمك و يؤمن بما تفعله، ليس خوفاً أو طمعاً بالمكتسبات، بل إيماناً بالمهمة
العظيمة ..
اذا لم تفعل او لم تجدهم فستكون عاديا وعاديا جدا وتوقع ان تكون في مهب
الريح في أي لحظة ..
صباح الإنجازات والمهام
العظيمة...كل عام وانتم بخير ..
ان شاء الله سنة 2019 سنة خير و
فرح ونجاح وإنجازات
د.
غالب العساف
الإنضباط والإلتزام عنوان الولاء الوظيفي
الإستراتيجية في حد ذاتها لم تكن هي السبب
في تميز الشركات التي قفزت من شركات
ومؤسسات عادية إلى مستويات ريادية متفوقة عظيمة.
بل
الذي نقلها هي البساطة غير العشوائية..
ما
معنى البساطة غير العشوائية ..يعني البساطة المقصودة في تبسيط الإجراءات لجعل
العاملين يبدعون و يركزون في ادائها..
بمعنى
آخر هي الثقافة البسيطة التي تشكل عادات و معتقدات وتعزز الولاء الوظيفي الذي يظهر
من خلال الإنضباط والإلتزام
ابحث عن مهمتك ..كل مخلوق ميسر لما خلق له
الله
عز وجل خلق الإنسان كائنا مكرماً، محارباً مقاتلاً، تم إعداده وتهيئته بكل أدوات
التنافس والعيش والنجاح، حتى لو أنكر الإنسان هذا الأمر الا أن لكل إنسان ميزة
وموهبة وقدرة تؤهله ليكون كائنا مهما مؤثرا.
أما قضية إختلاف القدرات والأرزاق فهي تعود
لإرادة الله في جعل الناس يحتاجون بعضهم و ليتعاونون فيما بينهم لإعمار الأرض،قال
تعالى :وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم
بَعْضًا سُخْرِيًّا..صدق الله العظيم
لكن
من المهم أن تعلم أن كل إنسان لديه مهمة على هذه الأرض وقد تم تهيئته لتحقيقها و
إنجازها، فكل ميسر لما خُلق له .
أن
تتعرف على سبب وجودك او المقصود من خلقك فهي أيضا رحلة نبيلة فيها تتحقق المقاصد
العظيمة ، لكن ثق أن الله لا يكلف نفسا الا وسعها ..فأنت قادر فعلا على الإنجاز و
تحقيق النجاحات لكن ابحث فقط عن المجالات التي تبدع فيها و تجد فيها نفسك ومهمتك .
الجمعة، 11 مارس 2016
شجرة الحياة والحكمة والحظ
استعارة من بروتوكولات الحكمة عند الساموراي (د. غالب العساف)
الساموراي حضارة عريقة
لفرسان الحكمة في اليابان ، فرسان نذروا نفسهم للوطن للحرية لخدمة الشعب
لديهم مثل و تقاليد عظيمة ، يلتزمون بأعلى معايير الأخلاق من أدب جم و التزام
بالتعليمات والشجاعة والإقدام عند الحاجة
، يعتبرون الشرف هو في تقديم الخدمة ، ينظرون لهم الناس بإحترام و يحبونهم لأنهم
يمثلون لديهم أعلى درجات الرقي البشري . يتعلم الساموراي الطفل وهذا يمثل معظم الأطفال اليابانيين ، يتعلم الإرتباط بالأرض
والطبيعة و يرضع ذلك من يوم ان وعى على
هذه الدنيا ، تعلمه امه ان الطبيعة مقدسة
و قد تكون نوع من الآلهة لانها حسب اعتقادهم هي من تحميهم هي من ترعاهم وهي من
توفر لهم الحياة ، الشجر والغابات مقدسة عند معظم اليابانيون فهم ينظرون لها
بإحترام وتقدير ، و من خلال زياراتهم
المقدسة للطبيعة يتم زرع ذاتهم بارتباط قوي خفي داخلي ، فيراقبون الأشجار
بنظرة المتفحص الخبير و يتعلمون منها الدروس والعبر و الحكمة ، وأول دروس الحكمة كما تقول احدى التعليمات
المسربة من "أعمدة الحكمة عند
الساموراي" هي ربط المستقبل الشخصي
بشجرة البامبو (الخيزران ) .
يقوم كبير العائلة كل فترة بأخذ الأطفال
والشباب والنساء بزيارة غابة البامبو ، يختار موسم فيه الرياح خفيفة واثناء الطريق
وعلى بوابة غابة البامبو التي ارتبط وجدان العائلة بها ، يتوقف هو و ركبه للاستماع
لأصوات الغناء والفرح الصادرة من شجر الخيزران وهي تتمايل مصدرة صوت شجي وكانها
تعزف انشودة فرح و تهمس للزوار بكلمات التهلي والترحيب فتداعب مشاعر الزوار وتبث
مشاعر الفرح فتنحي الرؤوس وابتسامة الفرح
ممزوجة بالأمل وتفاؤل بأن مطالبهم سوف تتحقق بهذه الزيارة المقدسة .
يقترب الزائرون اكثر واكثر ليروا ما يسر خواطرهم أشجار الخيزران البامبو باسقة
تتمايل شموخا وعزة و فرحا، ثم يبدا كبير العائلة او قائدها بلمس بعض الشجر ملتفتا لمرافقيه ، او تعلمون ان هذه الشجرة هي
شجرة الحظ والحياة ،هي وريثة الحكمة على هذا الكوكب ، على مدى الأجيال ونحن نعتني
بها لتعتني بنا ، نزرعها و ننتظر و نشكوا لها و تدلنا على الحلول ، ونراقبها كيف
تفعل بالخطوب و نستقي منها فعلا الحكمة والحظ والحياة ، انظروا لهذه الشجرة و تفحصوها
ماذا ترون فيها مختلفا عن باقي الأشجار ؟وتبدأ دروس الحكمة والتمعن في كيفية استقاء حكمة من شجرة في غابة
. هناك أشياء لا نراها بالعين ولكن نراها ونفهمها بالقلب والوجدان ، نفسرها بكلمات
كثيرة و جمل طويلة من دون ان ننطقها .هذا حال اليابانيون مع شجرهم المقدس
البامبو الخيزران شجرة الحكمة والحظ والحياة .اول
درس من دروس الحكمة تعلمه الياباني من شجرة البامبو هي قوة الاعتقاد و الايمان بان استمرار العمل الدؤوب الجاد لابد ان يكون له نتائج إيجابية
، لذلك يقوم رب البيت في العائلة اليابانية عندما يكبر طفله لسن السنتين بأخذه الى
حديقة بيته و يقوم بزراعة بذرة شجرة
البامبو امام الطفل ويقول له هنا ستصبح
شجرة مباركة ، تقوم الأم في اليوم الثاني ضمن اعمالها اليومية بأخذ الطفل الى موقع
الشجرة و ريها بالماء وتقول له هنا سوف تكون شجرة كبيرة مباركة ، وتستمر الأيام
وتستمر العائلة بأخذ الطفل لذلك الموقع وتعلمه ان يقوم هو بريها بالماء و تسميدها
، تمر السنة الأولى فلا يظهر الا برعم صغير فيه خضار بسيط ، عندها يطلب من الطفل
ان يتكلم مع الشجرة يسلم عليها و يسالها عن حالها و يجلس معها بعض الوقت ، تمر
السنة الثانية ولا تتغير الأمور كثيرا البرعم يكبر بشكل غير ملاحظ . لكن الطفل ما
يزال يعتقد انه بالاستمرار بالري والعناية والتسميد والكلام والسلام مع هذه الشجرة
سوف تكبر الشجرة ، انها الثقة والاعتقاد القوي ان الانسان اذا ما استمر بنهجه
المعطاء الجاد وبالنية الصادقة للإعمار و البناء فإن جهده لن يذهب سدى ، وهذا
الإعتقاد عندنا نحن المسلمون "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا " .. هاهو
الياباني الصغير يستمر هو وعائلته بري تلك البرعمة الصغيرة و العناية بها . و
لايزيدهم ذلك الا احسان الظن ان أعمالهم الخيرة لن تخيب نتائجها ، لا يتسلل الى نفوسهم ملل و لاشك انها العقيدة
القوية والايمان اليقيني ان هناك خير قادم
هناك ثمرات لهذه الجهود وهناك مكافأة لمن يحسن الأداء والنية والعمل .السنة الثالثة لا يحدث شيئ هام ما تزال
البرعمة الصغيرة لا تراوح مكانها وان كان
لونها اصبح اكثر اخضرارا و أصبحت أكثر قساوة من ذي قبل ، لماذا هذا الاختلاف عن
باقي الشجر يسأل الطفل ابويه فتكون الإجابة انها شجرة الحياة والحكمة ،دعها يا بني
تأخذ وقتها في الصلابة لا تستعجل الأمور ، انها قادمة ، وفي السنة الرابعة و عادات
العائلة اليومية هي ري الشجرة و تسميدها والسلام والكلام معها ، و لا تراجع او
استسلام عن هذا العمل ، لكن الأرض تحت
البرعمة أصبحت أكثر صلابة من ذي قبل و هناك تغير في شكل الأرض و كان هناك حركة نمو
وبناء تحت الأرض ، وكأن الري والسماد كان
يذهب بالاتجاه المعاكس ، بناء شبكات من
الألياف والجذور بشكل متجانس و متوازن بهندسة طبيعية متناغمة و بهدوء
وسكينة ، انه بناء القواعد والأساس دون ضجة و بهرجة ، مرحلة تسمى بالإستعداد
للإنطلاق ، الاستعداد للرقي ، الإستعداد للنجاح والإنجاز . يراقب الطفل الياباني
هذه التقنيات الطبيعية و يبني بداخله الاعتقادات والقناعات ، نعم الهدوء والسكينة مع العمل الدؤوب والمستمر
والثقة بأن الله تعالى لن يضيع الجهد ،
هذه سنة الحياة الأولى التي يتعلمها الياباني ، اعمل باستمرار دون شك او ملل او
خوف . اعمل بإتقان الري والسماد والعناية
والأهم انشاء العلاقة الوجدانية مع الطبيعة ، الصبر و دع العمل والفكرة تأخذ وقتها للإزهار والنضوج وعدم
التسرع بالنتائج ، كل ذلك لأن الطفل الياباني لاحظ حركة على سطح الأرض مختلفة ولم
يحن بعد نمو الشجرة فوق السطح ، في السنة الخامسة وفي موسم الأمطار تظهر المعجزة ، فجأة ومن دون سابق انذار تنطلق
البرعمة الخضراء منتفضة منتشية الى النور الى الفضاء ، في اليوم الأول تظهر
البرعمة بغصن اخصر داكن وبطول شبرين ، يندهش لها الياباني الصغير مالذي حدث ، يسأل
العائلة لقد ظهرت المعجزة بعد خمس سنوات يا الهي ، ان طولها الآن 30 الى 40 سم ،
في اليوم الثاني يالهي أصبحت 80سم و بدأت الشجرة الصامدة المستندة على قاعدة قوية
بالانطلاق و خلال ستة أسابيع بمعدل نمو يومي من 30 سم الى 60سم الى النمو السريع و
تكاد تكون في سنتها الخامسة أسرع شجرة تنمو بهذا المعدل و تصل خلال خمسة الى ستة
أسابيع الى طول يتعدى العشرون مترا .
كانت النبتة خلال الأربعة سنين تجهز نفسها
للإنطلاقة المحتملة ، لقد بنت نظام جذري متكامل متناسق قوي رصين مؤهل لأن يحمل طول
الشجرة مستقبلا دون عائق ، هي مرحلة استعداد مادي مقترنة بالثقة والاعتقاد بأن
القادم أفضل اذا تم تجهيز المتطلبات الأساسية لذلك .خلال الخمسة سنوات ، لم يجرب الياباني
تغيير النبتة الى نبتة أخرى او تغيير نوع الشجرة بل اعطى نفسه مهلة خمسة سنوات
ليرى النتيجة التي تسره ،لم ييأس الياباني عندما رأى آخر يزرع شجرة أخرى ورآها
تكبر أمامه ويأخذ من محصولها بل أصر على الاستمرار بعمله وانتظار نتائج جهده ،
فلذلك يتعلم الياباني ان يستقر ويصمد في عمله
مدة خمسة سنوات على القل قبل أن يفكر في تغييره للبحث عن آخر سعيا للنجاح الوظيفي
. الياباني لم يحلم بالشجرة الباسقة الا
بعد أن أدى عمله ، زرع البذرة سمد الأرض و
استمر بريها باستمرار ، لم يتوقف عن العمل الجيد يوما ، وذلك يجعله مختلفا عن
الذين يبحثون عن النجاح السريع بدون بذل الجهد والعطاء .الجذور أخذت وقتا طويلا للنمو والتطور
وكذلك نفسك أيها الياباني تحتاج الى عمل دؤوب من القراءة والتعلم والتدرب و صقل
المهارات الشخصية و متابعة التغييرات في مجال العمل ، ابني جذورك و مهاراتك
ومعارفك و استمر بهذا النهج دون توقف لأنه في يوم قريب سوف ترى نجاحا مميزا حاضرا
مشاهدا لتفتخر بما قدمته من وقت وجهد و
مال لتصل الى هذه المرحلة .لقد رأينا ذلك يحدث لهنري فورد الذي استمر
بالمحاولة وسقاية شجرة الخيزران خاصته سنوات من العمل والتعب والجهد و مواجهة
الصعاب و الإخفاق لكي يصل الى ما وصل اليه ، وغيره كثيرون الذين صبروا على أشجار
حظهم من البامبو ليصلوا الى ما طمحو اليه
من أهداف وغايات .اول حكمة يتعلمها الياباني ان داخله شجرة
بامبو تحتاج الى العناية والرعاية والصبر
وعدم التسرع ، ابني لنفسك جذورا تستطيع حمل اغصانك الباسقة الى العلياء و لا
تستعجل المهم اعقد النية الصادقة على العمل الطيب الخير و قدم لهذه الأهداف الجهد
والعمل الجاد واصقل المهارات وتعلم وتدرب واطلب المعرف لتؤسس قاعدة انطلاق النجاح
والانجاز .
الاثنين، 7 سبتمبر 2015
الخميس، 3 سبتمبر 2015
حلول للادارة العربية
المعرفة التراكمية
هي سجل للأعمال السابقة ومن ثم استيعابها و فهمها ليتم البناء عليها و تطويرها ، وليس دائما علينا أن نلغي انجازات الآخرين والبدء من جديد ، ذلك ينهك الجهود و الدوران في حلقات لا تنتهي من تكرار الأعمال و ضياع الاوقات والمال و الجهود .
التوثيق و التسجيل و حفظ الانجازات هي سبل استمرار للتطور الاداري العربي . ليس مقبولا أن يقوم كل مسؤول او مدير باخفاء ما عمله لئلا يستفيد منه خلفه . وكأن رسالته له أنك ستفشل لاني سأعيدك لنقطة الصفر . المسؤولية الأخلاقية تقتضي أن نعمل بإتقان حتى في الاستغناء عن خدماتنا . نسلم للذين سيخلفوننا كل شيء يساعد في الاستمرار . لأننا قبضنا أثمان ذلك العمل .
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
-
الادارة البصرية في كايزن تعتبر الإدارة المرئية أو ما تسمي باليابانية (جامبا كايزن) هي أحد أساليب التغيير المتبعة حديثًا في مختلف ا...
-
استعارة من بروتوكولات الحكمة عند الساموراي (د. غالب العساف) الساموراي حضارة عريقة لفرسان الحكمة في اليابان ، فرسان نذروا نفسهم للو...